صفحة جزء
3355 - زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم .

هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبيرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان ابن أسد بن خزيمة . أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة ، هذا قول قتادة . وقال أبو عبيدة : إنه تزوجها في سنة ثلاث من التاريخ . ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بن حارثة ، وأنها التي ذكر الله تعالى قصتها في القرآن بقوله عز وجل : فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها فلما طلقها زيد وانقضت عدتها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأطعم عليها خبزا ولحما . ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : ما اسمك؟ قالت : برة ، فسماها زينب . ولما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم في ذلك المنافقون [ ص: 1850 ] وقالوا : حرم محمد نساء الولد ، وقد تزوج امرأة ابنه ، فأنزل الله عز وجل :

ما كان محمد أبا أحد من رجالكم . إلى آخر الآية . وقال الله تعالى : ادعوهم لآبائهم الآية ، فدعي من يومئذ زيد بن حارثة ، وكان يدعى زيد بن محمد .

قالت عائشة رضي الله عنها : لم يكن أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تساميني في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش ، وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فتقول : إن آباءكن أنكحوكن ، وإن الله أنكحني إياه من فوق سبع سماوات . وغضب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولها في صفية بنت حيي ، تلك اليهودية . فهجرها لذلك ذا الحجة والمحرم وبعض صفر ، ثم أتاها بعد وعاد إلى ما كان عليه معها ، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعدها ولحوقا به صلى الله عليه وسلم .

روى إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن عبد الرحمن بن أبزى ، قال :

صليت مع عمر على أم المؤمنين زينب بنت جحش ، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة .

حدثنا عبد الوارث ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا المسعودي ، عن القاسم ، قال : كانت زينب بنت جحش أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به .

وذكر مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، حدثنا طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين ، قالت : قال رسول الله [ ص: 1851 ] صلى الله عليه وسلم يوما لنسائه : أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا . قالت :

فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا ، قالت : فكانت أطولنا يدا زينب ، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق .


وروينا من وجوه عن عائشة أنها قالت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة .

وذكر موسى بن طارق أبو قرة ، عن زمعة بن صالح ، عن يعقوب ، عن عطاء ، عن الزهري ، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم - أنها ذكرت زينب بنت جحش ، فقالت :

ولم تكن امرأة خيرا منها في الدين ، وأتقى لله تعالى ، وأصدق حديثا ، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة ، وأشد تبذلا لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به إلى الله عز وجل .

حدثنا عبيد الله بن محمد بن أسد ، حدثنا محمد بن مسرور الغسال ، حدثنا أحمد بن مغيث ، حدثنا الحسين بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن حارثة : اذكرها علي ، قال زيد : فانطلقت ، فقلت لها : أبشري يا زينب ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل يذكرك . فقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي ، ثم قامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن [ ص: 1852 ] .

وروى حجاج بن منهال ، حدثنا عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الله بن شداد - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب : إن زينب بنت جحش أواهة . فقال رجل : يا رسول الله ، ما الأواه؟ قال :

الخاشع المتضرع ، وإن إبراهيم لحليم أواه منيب .
وتوفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب ، وفي هذا العام افتتحت مصر . وقيل : بل توفيت سنة إحدى وعشرين ، وفيها افتتحت الإسكندرية .

التالي السابق


الخدمات العلمية