صفحة جزء
3387 - سمية أم عمار بن ياسر .

كانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم فزوجها من حليفه ياسر بن عامر بن مالك العنسي ، والد عمار بن ياسر . فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ، وأبوه من عنس . وقد ذكرنا عمارا في بابه وكانت سمية ممن عذبت في الله وصبرت على الأذى في ذات الله ، وكانت من المبايعات الخيرات الفاضلات رحمها الله . قالابن قتيبة : خلف عليها بعد ياسر الأزرق - وكان غلاما روميا للحارث بن كلدة ، فولدت له سلمة ابن الأزرق ، فهو أخو عمار لأمه . وهذا غلط من ابن قتيبة فاحش ، وإنما خلف [ ص: 1864 ] الأزرق على سمية أم زياد زوجة [مولاه ] الحارث بن كلدة منها ، لأنه كان مولى لهما ، فسلمة بن الأزرق أخو زياد لأمه ، لا أخو عمار ، وليس بين سمية أم عمار ، وسمية أم زياد نسب ولا سبب ، وسمية أم عمار أول شهيدة في الإسلام ، وجأها أبو جهل بحربة في قبلها فقتلها ، وماتت قبل الهجرة رضي الله عنها .

حدثنا خلف بن قاسم ، حدثنا عبد الله بن عمر ، حدثنا أحمد بن محمد ، [حدثنا معن بن يحيى ] ، حدثنا يحيى بن بكير وحميد بن علي البجلي ، قالا :

حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن أبي رزين ، عن عبد الله بن مسعود ، عنه ، قال : إن أبا جهل طعن بحربة في فخذ سمية أم عمار حتى بلغت فرجها فماتت ، فقال عمار : يا رسول الله ، بلغ منا - أو بلغ منها - العذاب كل مبلغ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . صبرا أبا اليقظان . اللهم لا تعذب أحدا من آل ياسر بالنار . وروى سفيان ، وشعبة ، وجرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار . قال : وأول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وبلال ، وصهيب ، وخباب ، وعمار ، وسمية أم عمار ، فغلط ابن قتيبة غلطا فاحشا ، وبالله التوفيق .

حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي ، حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن يونس ، حدثنا بقي بن مخلد ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : أول من أظهر الإسلام سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وبلال ، وخباب ، وصهيب ، وعمار ، وسمية أم عمار [ ص: 1865 ] .

فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه ، وأما أبو بكر فمنعه قومه ، وأخذ الآخرون فألبسوا أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ ، فأعطوهم ما سألوا ، فجاء إلى كل واحد قومه بأنطاع الأدم فيها الماء ، فألقوهم فيها ، ثم حملوا بجوانبه إلا بلال ، فلما كان العشي جاء أبو جهل ، فجعل يشتم سمية ويرفث ، ثم طعنها في قبلها فقتلها ، فهي أول شهيد استشهد في الإسلام ، وذكر تمام الخبر في بلال . ومن روى هذا الحديث ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : إن أبا جهل طعن سمية في قبلها فقتلها . ومنهم من قال : طعنها في فخذها ، فسرى الرمح إلى فرجها فماتت شهيدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية