صفحة جزء
4114 - هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، أم معاوية ، أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان بن حرب ، فأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على نكاحهما ، وكانت امرأة [فيما ذكره ] لها نفس وأنفة ، شهدت أحدا كافرة مع زوجها أبي سفيان بن حرب ، وكانت تقول يوم أحد :


نحن بنات طارق نمشي على النمارق      [والمسك في المفارق
والدر في المخانق ]     إن تقبلوا نعانق
[ونفرش النمارق ]     أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق

قال الزبير : سمعت يحيى بن عبد الملك الهديري - وقد ذكر قول هند يوم [ ص: 1923 ] أحد نحن بنات طارق فقال : أرادت : نحن بنات النجم ، من قوله عز وجل :

والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب تقول : نحن بنات النجم .

قال أبو عمر : قالوا : فلما قتل حمزة وثبت عليه فمثلت به ، وشقت بطنه ، واستخرجت كبده فشوت منه وأكلت فيما يقال ، لأنه كان قد قتل أباها يوم بدر . وقد قيل : إن الذي مثل بحمزة بن عبد المطلب معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية ، وقتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا؟ منصرفه من أحد فيما ذكر الزبير ، ثم ختم الله لها بالإسلام ، فأسلمت يوم الفتح ، فلما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على النساء - ومن الشرط فيها ألا يسرقن ولا يزنين - قالت له هند بنت عتبة : وهل تزني الحرة وتسرق يا رسول الله؟ فلما قال : ولا يقتلن أولادهن . قالت : قد ربيناهم صغارا وقتلتهم أنت ببدر كبارا - أو نحو هذا من القول . وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها أبا سفيان لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك . وتوفيت هند بنت عتبة في خلافة عمر بن الخطاب في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية