صفحة جزء
4136 - أم حبيبة بنت أبي سفيان ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قد مضى ذكرها مجودا في باب الراء من الأسماء ، لأن اسمها رملة ، لا خلاف في ذلك إلا عند من شذ ممن يعد قوله خطأ ، ومن قال ذلك زعم أن رملة أختها .

وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين ، ولم يختلفوا في وقت وفاتها .

أخبرنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : سمعت مصعب بن عبد الله يقول : اسم أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رملة . قال أحمد بن زهير : ويقال هند والمشهور رملة .

قال أبو عمر : إنما دخلت الشبهة على من قال فيها هند باسم أم سلمة ، وكذلك دخلت الشبهة على من قال : اسم أم سلمة رملة . والصحيح في اسم أم سلمة هند ، وفي أم حبيبة رملة ، والله أعلم وكانت أم حبيبة عند عبيد الله بن جحش أخي عبد الله وأبي أحمد ابني جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي ، حلفاء بني أمية ، فولدت له حبيبة بأرض الحبشة ، وكان قد هاجر مع زوجته أم حبيبة إلى أرض الحبشة مسلما ، ثم تنصر هنالك ، ومات نصرانيا ، وبقيت أم حبيبة مسلمة بأرض الحبشة ، خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي .

وذكر الزبير قال : حدثنا محمد بن الحسن عن عبد الله بن عمرو بن أزهر [ ص: 1930 ] عن إسماعيل بن عمرو - أن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت : ما شعرت وأنا بأرض الحبشة إلا برسول النجاشي جارية يقال لها أبرهة ، كانت تقوم على ثيابه ودهنه ، فاستأذنت علي فأذنت لها . فقالت : إن الملك يقول لك : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجكه . فقلت : بشرك الله بخير ، وقالت : يقول لك الملك وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن سعيد فوكلته ، وأعطيت أبرهة سوارين من فضة كانتا علي وخواتيم فضة كانت في أصابعي سرورا بما بشرتني به .

فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك معه من المسلمين يحضرون ، وخطب النجاشي فقال : الحمد لله ، الملك القدوس ، السلام المؤمن ، المهيمن العزيز ، الجبار [المتكبر ] أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم . أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان ، فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد أصدقتها أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير بين يدي القوم ، فتكلم خالد بن سعيد فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون . أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان .

فبارك الله لرسول الله عليه السلام . ودفع النجاشي الدنانير إلى خالد بن سعيد فقبضها ، ثم أرادوا أن يقوموا فقال : اجلسوا ، فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج . فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا .
وقال : وحدثني محمد بن [ ص: 1931 ] حسن ، عن محمد بن طلحة قال : قدم خالد بن سعيد ، وعمرو بن العاص بأم حبيبة من أرض الحبشة عام الهدنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية