صفحة جزء
4152 - أم رومان .

يقال بفتح الراء وضمها - هي بنت عامر بن عويمر بن [ ص: 1936 ] عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك ابن كنانة
هكذا نسبها مصعب ، وخالفه غيره ، والخلاف من أبيها إلى كنانة كثير جدا ، وأجمعوا أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة . امرأة أبي بكر الصديق ، وأم عائشة ، وعبد الرحمن ابني أبي بكر رضي الله عنهم . توفيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك في سنة ست من الهجرة ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرها ، واستغفر لها ، وقال : اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك . وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان . وكانت وفاتها فيما زعموا في ذي الحجة سنة أربع أو خمس عام الخندق . وقال الزبير :

سنة ست في ذي الحجة . وكذلك قال الواقدي سنة ست في ذي الحجة . قال الواقدي : كانت أم رومان الكنانية تحت عبد الله بن الحارث بن صخبرة بن جرثومة الخير بن عادية بن مرة الأزدي ، وكان قدم بها مكة ، فخالف أبا بكر قبل الإسلام ، وتوفي عن أم رومان ، فولدت لعبد الله الطفيل ، ثم خلف عليها أبو بكر ، فالطفيل أخو عائشة وعبد الرحمن لأمهما .

حدثنا عبد الله ، حدثنا أحمد ، حدثنا محمد ، حدثنا الزبير ، حدثنا محمد بن حسان المخزومي ، عن أبي الزياد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفنا وخلف بناته ، فلما استقر بعث زيد بن حارثة . وبعث معه أبا رافع مولاه ، وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم ، [ ص: 1937 ] أخذها من أبي بكر ، يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر ، وبعث أبو بكر معهما عبد الله بن أريقط ببعيرين أو ثلاثة ، وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر أن يحمل أمي أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير ، فخرجوا مصطحبين ، فلما انتهوا إلى قديد اشترى زيد بن حارثة بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة ، ثم دخلوا مكة جميعا ، فصادفوا طلحة بن عبيد الله يريد الهجرة ، فخرجوا جميعا ، وخرج زيد وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وسودة بنت زمعة ، وحمل زيد أم أيمن وأسامة ، حتى إذا كنا بالبيداء نقر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي ، فجعلت تقول :

وا بنتاه وا عروساه حتى أدرك بعيرنا ، وقد هبط الثنية ثنية هرشى فسلم الله ، ثم إنا قدمنا المدينة ، فنزلت مع آل أبي بكر ، ونزل آل النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني مسجده وأبياتا حول المسجد ، فأنزل فيها أهله ، فمكثنا أياما ، ثم قال أبو بكر : يا رسول الله ، ما يمنعك أن تبتني بأهلك؟ قال : الصداق . فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشا ، فبعث بها إلينا ، وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا الذي أنا فيه ، وهو الذي توفي فيه ، ودفن فيه صلى الله عليه وسلم ، وأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت ، فكان يكون عندها ، وكان تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي ، وأنا ألعب مع الجواري ، فما دريت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجني ، حتى أخبرتني أمي ، فحبستني في البيت ، فوقع في نفسي أني تزوجت ، فما سألتها حتى كانت هي التي أخبرتني .


قال أبو عمر : رواية مسروق عن أم رومان مرسلة ، ولعله سمع ذلك من عائشة [ ص: 1938 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية