346 -
الجلاس بن سويد بن الصامت الأنصاري، كان متهما بالنفاق، وهو ربيب
nindex.php?page=showalam&ids=16727عمير بن سعد زوج أمه، وقصته معه مشهورة في التفاسير عند قوله تعالى :
يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر فتحالفا، وقال الله عز وجل:
فإن يتوبوا يك خيرا لهم فتاب
الجلاس، وحسنت توبته وراجع الحق، وكان قد آلى ألا يحسن إلى
عمير، وكان من توبته أنه لم ينزع عن خير كان يصنعه إلى
عمير. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين: لم ير بعد ذلك من
الجلاس شيء يكره.
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي، قال: حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر عن أبيه، قال:
كان [ ص: 265 ] الجلاس بن سويد ممن تخلف من المنافقين في غزوة تبوك، وكان يثبط الناس عن الخروج، فقال: والله لئن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمر .
وكانت أم عمير بن سعد تحته، وكان عمير يتيما في حجره لا مال له، فكان يكفله ويحسن إليه، فسمعه عمير يقول هذه الكلمة، فقال عمير: يا جلاس، والله لقد كنت أحب الناس إلي، وأحسنهم عندي يدا، وأعزهم علي أن يدخل عليه شيء يكرهه، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لأفضحنك، ولئن كتمتها لأهلكن ولإحداهما أهون علي من الأخرى.
فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم مقالة الجلاس، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجلاس، فسأله عما قال عمير. فحلف بالله ما تكلم به قط، وإن عميرا لكاذب، وعمير حاضر. فقام عمير من عند النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: اللهم أنزل على رسولك بيان ما تكلمت به، فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم: يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ... الآية. فتاب بعد ذلك
الجلاس، واعترف بذنبه، وحسنت توبته.
قال: وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16318عبد الحميد بن جعفر، قال حدثني أبي، قال: قال
الجلاس : أسمع الله وقد عرض علي التوبة، والله لقد قلته وصدق
عمير، فتاب وحسنت توبته، ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى
عمير، فكان ذلك مما عرفت به توبته.
[ ص: 266 ]
وفي باب
nindex.php?page=showalam&ids=16727عمير بن سعد من هذا ذكر أتم من هذا، والحمد لله.