963 -
سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف [ ص: 607 ] ابن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، يكنى أبا إسحاق، كان سابع سبعة في الإسلام أسلم بعد ستة.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي: حدثني
سلمة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=19789عائشة بنت سعد، عن سعد، قال: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة. وروي عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلوات.
وشهد
بدرا، والحديبية، وسائر المشاهد،
nindex.php?page=hadith&LINKID=681168وهو أحد الستة الذين جعل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض.
وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وكان مجاب الدعوة مشهورا بذلك، تخاف دعوته وترجى، لا يشك في إجابتها عندهم، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=938670اللهم سدد سهمه، وأجب دعوته. وهو
أول من رمى بسهم في سبيل الله، وذلك في سرية
عبيدة بن الحارث، وكان معه يومئذ
nindex.php?page=showalam&ids=53المقداد بن عمرو، وعتبة بن غزوان.
ويروى أن
سعدا قال في معنى أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل:
ألا هل جا رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي أذود بها عدوهم ذيادا
بكل حزونة وبكل سهل فما يعتد رام من معد
بسهم مع رسول الله قبلي
nindex.php?page=hadith&LINKID=911703وجمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وللزبير أبويه، فقال لكل واحد منهما، فيما روي عنه صلى الله عليه وسلم: ارم، فداك أبي وأمي. ولم يقل ذلك لأحد غيرهما فيما يقولون، والله أعلم
[ ص: 608 ] .
روى
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12428إسماعيل بن أبي خالد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=938670قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=37لسعد بن أبي وقاص: اللهم أجب دعوته، وسدد رميته. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16878مجالد، قال: حدثنا
عامر، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل سعد فقال: أنت خالي. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع، عن
إسماعيل بن قيس، قال: سمعت
سعدا يقول: أنا أول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله في الغزو عند القتال.
وكان أحد الفرسان الشجعان من
قريش الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازيه، وهو الذي كوف الكوفة ولقى الأعاجم، وتولى قتال
فارس، أمره
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ذلك، ففتح الله على يده أكثر
فارس، وله كان فتح
القادسية وغيرها، وكان أميرا على
الكوفة، فشكاه أهلها، ورموه بالباطل، فدعا على الذي واجهه بالكذب [عليه ] دعوة ظهرت فيه إجابتها، والخبر بذلك مشهور تركت ذكره لشهرته.
وعزله
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، وذلك في سنة إحدى وعشرين حين شكاه أهل
الكوفة، وولى
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر الصلاة،
nindex.php?page=showalam&ids=10وعبد الله بن مسعود بيت المال،
وعثمان بن حنيف مساحة الأرض ، ثم عزل
nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا، وأعاد
سعدا على
الكوفة ثانية، ثم عزله
[ ص: 609 ] وولى
nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم، ثم عزله قبل أن يخرج إليها، وولى
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة، فلم يزل عليها حتى قتل
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه، فأقره
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان يسيرا ثم عزله، وولى
سعدا، ثم عزله، وولى
الوليد بن عقبة.
وقد قيل: إن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لما أراد أن يعيد
سعدا على
الكوفة أبى عليه وقال:
أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن أن أصلي! فتركه. فلما طعن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر جعله أحد أهل الشورى. وقال: إن وليها
سعد فذاك وإلا فليستعن به الوالي، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.
ورامه ابنه
nindex.php?page=showalam&ids=16657عمر بن سعد أن يدعو لنفسه بعد قتل
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فأبى، وكذلك رامه أيضا ابن أخيه
هاشم بن عتبة، فلما أبى عليه صار
هاشم إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه.
وكان
سعد ممن قعد ولزم بيته في الفتنة، وأمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام، فطمع فيه
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية، وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ويقول لهم:
إنهم لا يكفرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك، ويقول: إن قاتله وخاذله سواء، في نثر ونظم كتب به إليهم تركت ذكره، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك، وينكر مقالته، ويعرفه بأنه ليس بأهل لما يطلب، وكان في جواب
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص له:
معاوي داؤك الداء العياء وليس لما تجيء به دواء
أيدعوني أبو حسن علي فلم أردد عليه ما يشاء
وقلت له أعطني سيفا بصيرا تميز به العداوة والولاء
[ ص: 610 ] فإن الشر أصغره كبير وإن الظهر تثقله الدماء
أتطمع في الذي أعيا عليا على ما قد طمعت به العفاء
ليوم منه خير منك حيا وميتا أنت للمرء الفداء
فأما أمر nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فدعه فإن الرأي أذهبه البلاء
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر: سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بيعته، ونصرته والقيام معه، فقال: أولئك قوم خذلوا الحق، ولم ينصروا الباطل. ومات
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص في قصره
بالعقيق على عشرة أميال من
المدينة، وحمل إلى
المدينة على أعناق الرجال، ودفن
بالبقيع، وصلى عليه
مروان ابن الحكم.
واختلف في وقت وفاته، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي: توفي سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة. وقال
أبو نعيم: مات
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير، والحسن بن عثمان، وعمرو بن علي الفلاس: توفي
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص سنة أربع وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة. وقال
الفلاس:
وهو ابن أربع وسبعين سنة. وذكر
أبو زرعة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قال: توفي
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة في إمارة
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بعد حجته الأخرى.
واختلف في صفته اختلافا كثيرا متضادا، فلم أذكرها لذلك. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد، عن
عقيل، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب أن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فقال: كفنوني فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم
بدر وهي علي، وإنما كنت أخبؤها لذلك
[ ص: 611 ] .