المجلس الرابع عشر
الصاحب مسئول عن صاحبه
حدثنا
محمد بن هارون، أبو حامد الحضرمي، قال: حدثنا
زيد بن سعيد، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16479عبد المجيد بن عبد العزيز، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17066مروان بن سالم، عن
يحيى بن الحكم، عن
عبد الله، قال:
صحب النبي صلى الله عليه وسلم صاحبا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم غيضة فقطع غصنين، أحدهما أعوج والآخر مستقيم، فدفع إلى صاحبه المستقيم وأمسك الأعوج، فقال الرجل: يا رسول الله! أنت أحق بهذا، فقال: "كلا، ما من صاحب يصحب صاحبا إلا وهو مسئول عنه يوم القيامة ولو ساعة من نهار".
حدثنا
أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، قال: حدثنا
أبو سهل أحمد بن محمد بن عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16686عمر بن يونس، قال: حدثنا أبي، عن
حموة بن عبد الله بن عمر، قال:
كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل غيضة ومعه صاحب له، فأخذ منها مسواكين أراكا، أحدهما مستقيم والآخر معوج، فأعطى صاحبه المستقيم وحبس المعوج، فقال: يا رسول الله! أنت أحق بالمستقيم مني، قال: "كلا، إنه ليس من صاحب يصاحب صاحبا ولو ساعة من نهار إلا سأله الله عز وجل يوم القيامة عن مصاحبته إياه، فأحببت ألا أستأثر عليك بشيء".
العبرة من الحديث
قال
القاضي: تأملوا - رحمكم الله - ما في هذا الخبر من ذكر ما أتى به من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريفة العلية، وعشرته لمن صاحبه الكريمة الرضية، والإفضال والإيثار، وعزوفه عن الاستبداد والاستئثار، ومن أولى بذلك ممن القرآن العظيم أدبه، ومنزل
[ ص: 103 ] الوحي الحكيم مؤدبه، وقد روي
nindex.php?page=hadith&LINKID=673067أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن.
قال
القاضي: وأعظم بقول الله عز وجل
وإنك لعلى خلق عظيم نبلا ومجدا وفضلا وجدا، وقد جاء في الأثر
nindex.php?page=hadith&LINKID=653298أنه كان أحيا من عذراء في خدرها، وأنه كان أشد الناس فيما كان من أمر الله عز وجل، فيرضى أحسن الرضا حين التواضع، ويعطي أجزل العطاء عند السماحة والاسترفاد، ويغضب لله عز وجل أشد الغضب عند ظهور الغي والعناد، والعبث والفساد، وكان في أمر ربه ونصرة دينه كالحسام الباتر، والضرغام الخادر، فأكرم بنفسه السمحة الزكية الشريفة الأبية، وسجاياه السهلة الرضية، وعطاياه الفاضلة السنية، اللهم لك الحمد على توفيقك إيانا لتصديقه، وهدايتك لنا به، اللهم فأسعدنا باتباع أوامره، والوقوف عند زواجره، والاستمرار على سنته، والسعادة بشفاعته.