حكم ما بعد لولا من الضمير المتصل
قال
القاضي: قول
أم الشريف له في هذا الشعر:
لولاك بعد الله لم تتزحزح
جائز عند جميع متقدمي النحاة ومتأخريهم، كوفيهم وبصريهم إلا
أبا العباس محمد بن يزيد فإنه كان لا يجيزه ويطعن فيما ورد في الشعر منه، وينسب قائله إلى الشذوذ ومفارقة السماع والقياس، ومما جاء في الشعر من هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=17601ابن أم الحكم: وأنت امرؤ لولاي طحت كما هوى بأجرامه من قلة النيق منهوي
وقال آخر:
[ ص: 116 ] تقول لي من داخل الهودج لولاك هذا العام لم أحجج
وقول الآخر:
أتطمع فينا من أراق دماءنا ولولاك لم يطمع بأحسابنا حسن
وقد اختلف النحويون في
موضع ما يلي لولا من المضمر المتصل من الإعراب، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي يقولان: هو مجرور وإن كان الظاهر إذا حل محله رفع، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء والأخفش يحكمان على موضعه بالرفع، وإن كان آتيا على الصورة التي صيغت في الأصل إلى ضمير المجرور لغلبة الاشتراك في صيغة المضمر بينه وبين المنفصل وهو كثير في هذا الباب، ومنه قول الشاعر:
فأحسن وأجمل في أسيرك إنه ضعيف ولم يأسر كإياك آسر
وقالوا: أنت كأنا وأنا كأنت، ولاستقصاء هذا الباب والاحتجاج فيه موضع هو أولى به من هذا الموضع، والأفصح والأوضح في العربية سماعا وقياسا: لولا أنا ولولا أنت، والقضاء على موضع هذا المضمر المنفصل فإنه في موضع رفع كما هو في الظاهر كذلك، كقولك: لولا زيد ولولا عبد الله، غير أن الوجه الآخر جائز، كما قال جمهور النحويين لروايتهم إياه عن العرب وما استشهدوا به من أشعارها، وليس بمطرح لاحق باللحن المرغوب عنه كما زعم
أبو العباس محمد بن يزيد.