زيارة حرقة بنت النعمان nindex.php?page=showalam&ids=37لسعد بن أبي وقاص
حدثنا
محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا
أبو بكر محمد بن يعقوب الدينوري، قال: حدثنا
حسان بن أبان البعلبكي، قال: لما قدم
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص القادسية أميرا أتته
حرقة بنت النعمان بن المنذر في جوار في مثل زيها، تطلب صلته، فلما وقفن بين يديه، قال: أيتكن
حرقة؟ قلن: هذه، قال: أنت
حرقة؟ قالت: نعم، فما تكرارك استفهامي؟ إن الدنيا دار زوال وإنها لا تدوم على حال، تنتقل بأهلها انتقالا، وتعقبهم بعد حال حالا، إنا كنا ملوك هذا المصر قبلك، يجبى إلينا خرجه، ويطيعنا أهله، مدة المدة وزمان الدولة، فلما أدبر الأمر وانقضى، صاح بنا صائح الدهر، فصدع عصانا وشتت ملأنا، وكذاك الدهر يا
سعد، إنه ليس من قوم بحبرة إلا والدهر معقبهم عبرة، ثم أنشأت تقول:
فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة نتنصف [ ص: 125 ] فأف لدنيا لا يدوم سرورها
تقبل تارات بنا وتصرف
فقال
سعد: قاتل الله
عدي بن زيد كأنه كان ينظر إليها حيث تقول:
إن للدهر صولة فاحذرنها لا تبين قد أمنت الشرورا
قد يبيت الفتى معافى فيرزأ ولقد كان آمنا مسرورا
وأكرمها
سعد وأحسن جائزتها فلما أرادت فراقه، قالت: حتى أحييك تحية أملاكنا بعضهم بعضا: لا جعل الله لك إلا لئيم حاجة، ولا زال لكريم عندك حاجة، ولا نزع من عبد صالح نعمة إلا جعلك سببا لردها عليه. فلما خرجت من عنده تلقاها نساء المصر فقلن لها: ما صنع بك الأمير؟ قالت:
حاط لي ذمتي وأكرم وجهي إنما يكرم الكريم الكريما
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة يعرض عليها الزواج فترفض
وقد روينا بإسناد لم يحضر الآن ولعله يأتي فيما بعد، أن
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة خطب
حرقة هذه، فقالت له: إنما أردت أن يقال: تزوج ابنة
nindex.php?page=showalam&ids=22402النعمان بن المنذر وإلا فأي حظ لأعور في عمياء.