صفحة جزء
عبيد الله بن جعفر يهب ثيابه لبعض الفتيان

حدثنا عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، قال: حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، وأحمد بن عبيد الله الغنوي، أن عبيد الله بن جعفر كان في سفر له، فمر بفتيان يوقدون تحت قدر لهم، فقام إليه أحدهم، فقال:


أقول له حين ألفيته عليك السلام أبا جعفر

فوقف وقال: وعليك السلام ورحمة الله، فقال:


وهذي ثيابي فقد أخلقت     وقد عضني زمن منكر

قال: فهذه ثيابي مكانها - وعليه جبة خز وعمامة خز ومطرف خز - ونعينك على زمنك، فقال:


فأنت كريم بني هاشم     وفي البيت منها الذي يذكر

قال: يا ابن أخي، ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال القاضي: وهذي ثيابي، ويقال: هاتا أيضا، قال الشاعر:


فهذي سيوف يا صدي بن مالك     كثير ولكن أين بالسيف ضارب

وقال آخر في هاتا:


إن كنت كارهة لعيشتنا     هاتا فحلي في بني بدر

وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ ولا تقربا هذه الشجرة ، وأما هذا ففيه ثلاث لغات. هذا وهي أفصحهن وأشهرهن، وهذاء بمدة بعدها همزة مكسورة، وهذائه بمدة بعدها همزة ثم هاء مكسورتان وكسرة الهاء مشبعة، قال الشاعر في هذه اللغة:

[ ص: 189 ]

هذائه الدفة خير دفتر     في كف خير عالم مصور

وآخرون يروون هذه القصة عن المنصور.

حدثنا أبو بكر بن دريد، قال: أخبرنا الحسن بن خضر، عن أبيه، قال: دخل رجل على المنصور، فقال:


أقول له حين واجهته     عليك السلام أبا جعفر

فقال له المنصور: وعليك السلام، فقال:


فأنت المهذب من هاشم     وفي الفرع منها الذي يذكر

فقال له المنصور: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:


فهذي ثيابي قد أخلقت     وقد عضني زمن منكر

فألقى إليه المنصور ثيابه وقال: هذه بدلها.

التالي السابق


الخدمات العلمية