صفة
الوليد بن يزيد وبعض شعره
حدثنا
محمد بن الحسن بن دريد ، قال : حدثنا
عبد الرحمن ، عن عمه ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17064مروان بن أبي حفصة ، قال :
قال لي هارون أمير المؤمنين : هل رأيت الوليد بن يزيد ؟ قال : قلت : نعم ، قال : صفه لي . قال : فذهبت أتحرج ، فقال : إن أمير المؤمنين لا يكره ما تقول فقل ، فقلت : كان من أجمل الناس وأشعرهم وأشدهم ، قال : أتروي من شعره شيئا ؟ قلت : نعم ، ودخلت عليه مع عمومتي ولي جمة فينانة . فجعل يقول بالقضيب فيها ويقول : يا غلام ! هل ولدتك سكر ؟ " أم ولد كانت لمروان بن الحكم ، زوجها أبا حفصة " فقلت : نعم ، فسمعته يقول أنشد عمومتي :
ليت هاشما عاش حتى يرى محلبه الأوفر قد أترعا كلنا له الصاع التي كالها
وما ظلمناه بها آصعا وما أتينا ذاك عن بدعة
أحلها القرآن لي أجمعا
قال : فأمر
هارون بكتابتها فكتبت .
[ ص: 328 ] قال
القاضي : جمة فينانة معناها الوافرة الجثلة ، وقول
الوليد في شعره : محلبه الأوفر : يعني : الإناء الذي يحلب فيه بكسر ميمه ، أجراه في بابه الأعم في الأواني والأدوات ، كالمخرف والمكتل والمرجل والمقطع والمخيط والمبضع ، فأما المتطبب به الذي تغلظ فيه العامة ، فيقولون : المحلب فهو المحلب بفتح الميم مثل المندل ، وهو العود .