صفحة جزء
المجلس السادس والأربعون

قصة مقتل أمية بن خلف

حدثنا محمد بن القاسم الأنباري ، قال : حدثني أبي ، عن أبي الفضل العباس بن ميمون ، عن يعقوب بن محمد الزهري ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن جده عبد الرحمن بن عوف ، قال : كنت أعرف بعبد عمرو فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ، فلما كان يوم بدر سلبت أربع أدرع من دروع المشركين وأقبلت بهن ، فمر بي أمية بن خلف وابنه علي ، فناداني أمية : يا عبد عمرو ! فلم أجبه ، فقال : يا عبد الرحمن ! قلت : وما شأنك ؟ قال : أنا وابني خير لك من هذه الأدرع ، فألقيتهن وأقبلت بهما ، فبصر بهما بلال فأقبل بسيفه ، وقال : أمية رأس الكفر ؟ الحمد لله الذي أمكنني منك ، فقلت : يا بلال ! كانت معي والله أربع أدرع وألقيتهن واعتمدت على هذين ، فلا تفجعني بهما .

فأقبل يريدهما فقلت : تنح يا ابن السوداء ، وقام إلى قوم من الأنصار ، فقال : معاشر المسلمين ! أمية رأس الكفر وابنه ، فأقبلوا بالسيوف إليهما ، فما ملكوني من أمرهما شيئا ، فضرب علي ضربة فطنت ساقه ، فصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط ، ثم حملوا فذففوا عليهما . فكان عبد الرحمن يقول : رحم الله بلالا ، فجعني بأسيري وذهبت أدراعي .

معنى ذففوا : أجهزوا ، قال أبو بكر : قال أبي : قال العباس : فحدثت بهذا الحديث ابن عائشة ، فقال لي : حدثني أبي أن شاعرا من المسلمين مدح بلالا لما فعل ذلك ، فقال :


هنيئا زادك الرحمن خيرا فقد أدركت ثأرك يا بلال     فما نكسا وجدت ولا جبانا
غداة تنوشك الأسل الطوال



التالي السابق


الخدمات العلمية