المجلس الحادي والستون
حديث في
أشراط الساعة
أخبرنا
المعافى بن زكرياء قال : حدثنا
محمد بن الحسن بن علي بن سعيد أبو الحسن [ ص: 445 ] الترمذي في صفر سنة سبع عشرة وثلاثمائة إملاء من أصل كتابه ، قال حدثنا
أبو سعيد محمد بن الحسين بن ميسرة ، قال حدثنا
أبو بكر محمد بن أبي شعيب الخواتيمي ، قال حدثنا
إبراهيم بن مخلد عن
سليم الخشاب مولى
لبني شيبة قال أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
لما حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أخذ بحلقتي باب الكعبة ثم أقبل بوجهه على الناس فقال : يا أيها الناس فقالوا : لبيك يا رسول الله فدتك آباؤنا وأمهاتنا ، ثم بكى حتى علا انتحابه فقال : يا أيها الناس إني أخبركم بأشراط القيامة ، إن من أشراط القيامة إماتة الصلوات واتباع الشهوات والميل مع الهوى وتعظيم رب المال ، قال فوثب سلمان فقال : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال إي والذي نفسي بيده ، عندها يذوب الملح في الماء مما يرى ، ولا يستطيع أن يغير ، قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال إي والذي نفسي بيده ، إن المؤمن ليمشي بينهم يومئذ بالمخافة ، قالسلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يكون المطر قيظا والولد غيظا ، تفيض اللئام فيضا ، يغيض الكرام غيضا ، قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، للمؤمن يومئذ أذل من الأمة ، فعندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ، ويصدق الكذاب ، ويكذب الصادق ، قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يكون أمراء جورة ، ووزراء فسقة ، وأمناء خونة ، وإمارة النساء ومشاورة الإماء ، وصعود الصبيان المنابر ، قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده يا سلمان ، عندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوهم ، ويستأثرون بفيئهم يطأون حريمهم ويجار في حكمهم يليهم أقوام جثاهم جثا الناس ، قال
القاضي أبو الفرج : هو هكذا في الكتاب ، والصواب جثثهم جثث الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يوقرون كبيرا ولا يرحمون صغيرا
قال سلمان : بأبي أنت وأمي ، وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، يا سلمان ، عندها تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع ، وتحلى المصاحف ، ويطيلون المنابر ، وتكثر الصفوف ، قلوبهم متباغضة وأهواؤهم جمة وألسنتهم مختلفة ، قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يأتي سبي من المشرق يلون أمتي فويل للضعفاء منهم ، وويل لهم من الله ، قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يكون الكذب ظرفا والزكاة مغرما ، وتظهر الرشا ، ويكثر الربا ، ويتعاملون بالعينة ، ويتخذون المساجد طرقا ، قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده يا سلمان ، عندها تتخذ جلود النمور صفاقا ، وتتحلى ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير ، ويتهاونون بالدماء ، وتظهر الخمور والقينات والمعازف ،
[ ص: 446 ] وتشارك المرأة زوجها في التجارة؛ قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده يا سلمان ، عندها يطلع كوكب الذنب وتكثر السيجان ويتكلم الرويبضة ، قال سلمان : وما الرويبضة؟ قال يتكلم في العامة من لم يكن يتكلم ، ويحتضن الرجل للسمنة ، ويتغنى بكتاب الله تعالى ويتخذ القرآن مزامير ، وتباع الحكم وتكثر الشرط؛ قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يحج أمراء الناس لهوا وتنزها ، وأوساط الناس للتجارة ، وفقراء الناس للمسألة ، وقراء الناس للرياء والسمعة؛ قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يغار على الغلام كما يغار على الجارية البكر ، ويخطب الغلام كما تخطب المرأة ، ويهيأ كما تهيأ المرأة ، وتتشبه النساء بالرجال وتتشبه الرجال بالنساء ، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، وتركب ذوات الفروج السروج فعليهن من أمتي لعنة الله ، قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يظهر قراء عبادتهم التلاوم بينهم ، أولئك يسمون في ملكوت السماء الأنجاس والأرجاس؛ قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، تتشبب المشيخة ، قال
قلت : وما تشبب المشيخة؟ قال : أحسبه ذهب من كتابي إن الحمرة هذا الحرف وحده خضاب الإسلام والصفرة خضاب الإيمان والسواد خضاب الشيطان قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يوضع الدين وترفع الدنيا ويشيد البناء وتعطل الحدود ويميتون سنتي ، فعندها يا سلمان لا ترى إلا ذاما ولا ينصرهم الله ، قال : بأبي أنت وأمي وهم يومئذ مسلمون كيف لا ينصرون؟ قال : يا سلمان إن نصرة الله الأمر بالمعروف والنهي عن النكر ، وإن أقواما يذمون الله تعالى ومذمتهم إياه أن يشكوه وذلك عند تقارب الأسواق ، قال : وما تقارب الأسواق؟ قال عند كسادها كل يقول : ما أبيع ولا أشتري ولا أربح ، ولا رازق إلا الله تعالى . قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها يعق الرجل والديه ويجفو صديقه ، ويتحالفون بغير الله ويحلف الرجل من غير أن يستحلف ويتحالفون بالطلاق ، يا سلمان لا يحلف بها إلا فاسق ، ويفشو الموت موت الفجاءة ويحدث الرجل سوطه؛ قال سلمان : بأبي أنت وأمي وإن هذا لكائن؟ قال : إي والذي نفسي بيده ، عندها تخرج الدابة ، وتطلع الشمس من مغربها ، ويخرج الدجال وريح حمراء ، ويكون خسف ومسخ وقذف ويأجوج ومأجوج وهدم الكعبة ، وتمور الأرض ، وإذا ذكر الرجل رؤي .