صفحة جزء
هذا وأبيك الشرف

حدثنا محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي عن أبيه قال : ابتنى معاوية بالأبطح مجلسا فجلس عليه ومعه ابنه قرظة ، فإذا هو بجماعة على رحال لهم ، وإذا شاب منهم قد رفع عقيرته يغني :


من يساجلني يساجل ماجدا أخضر الجلدة في بيت العرب

قال : من هذا؟ قالوا : عبد الله بن جعفر ، قال : خلوا له الطريق فليذهب . ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يغني :


بينما يذكرنني أبصرنني     عند قيد الميل يسعى بي الأغر
قلن تعرفن الفتى قلن نعم     قد عرفناه وهل يخفى القمر

قال : من هذا؟ قالوا : عمر بن أبي ربيعة ، قال : خلوا له الطريق فليذهب . قال : ثم إذا هو بجماعة وإذا رجل منهم يسأل فقال : رميت قبل أن أحلق ، وحلقت قبل أن أرمي ، لأشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج ، فقال : من هذا؟ قالوا : عبد الله بن عمر ، فالتفت [ ص: 506 ] إلى بنت قرظة فقال : هذا وأبيك الشرف ، هذا والله شرف الدنيا وشرف الآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية