وقوله:
إن هذان لساحران قد اختلف فيه القراء فقال بعضهم: هو لحن ولكنا نمضي عليه لئلا نخالف الكتاب. حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17300أبو العباس قال حدثنا
محمد قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء قال حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية الضرير عن
هاشم بن عروة بن الزبير عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أنها سئلت عن قوله في النساء
لكن الراسخون في العلم منهم . . .
والمقيمين الصلاة وعن قوله في المائدة
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون وعن قوله
إن هذان لساحران فقالت: يا بن أخي هذا كان خطأ من الكاتب. وقرأ
أبو عمرو (إن هذين لساحران) واحتج أنه بلغه عن بعض أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: ولست أشتهي على (أن أخالف الكتاب، وقرأ بعضهم (إن هذان لساحران)
[ ص: 184 ] خفيفة، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله: (وأسروا النجوى أن هذان ساحران) ، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي (إن ذان إلا ساحران) فقراءتنا بتشديد (إن) وبالألف على جهتين:
إحداهما على لغة
بني الحارث بن كعب: يجعلون الاثنين في رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف.
وأنشدني رجل من الأسد عنهم. يريد
بني الحارث: فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى مساغا لناباه الشجاع لصمما
قال: وما رأيت أفصح من هذا الأسدي وحكى هذا الرجل عنهم: هذا خط يدا أخي بعينه.
وذلك -وإن كان قليلا- أقيس لأن العرب قالوا: مسلمون فجعلوا الواو تابعة للضمة (لأن الواو لا تعرب) ثم قالوا: رأيت المسلمين فجعلوا الياء تابعة لكسرة الميم. فلما رأوا أن الياء من الاثنين لا يمكنهم كسر ما قبلها، وثبت مفتوحا: تركوا الألف تتبعه، فقالوا: رجلان في كل حال.
وقد اجتمعت العرب على إثبات الألف في كلا الرجلين في الرفع والنصب والخفض وهما اثنان، إلا بني كنانة فإنهم يقولون: رأيت كلي الرجلين ومررت بكلي الرجلين. وهي قبيحة قليلة، مضوا على القياس.
والوجه الآخر أن تقول: وجدت الألف (من هذا دعامة وليست بلام فعل، فلما ثنيت زدت عليها نونا ثم تركت الألف) ثابتة على حالها لا تزول على كل حال، كما قالت العرب (الذي) ثم زادوا نونا تدل على الجماع، فقالوا: الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم كما تركوا (هذان) في رفعه ونصبه وخفضه. وكنانة يقولون (اللذون)
[ ص: 185 ] .