ومن سورة الحج
قوله:
تذهل كل مرضعة
رفعت القراء
كل مرضعة
لأنهم جعلوا الفعل لهما.
ولو قيل: تذهل كل مرضعة وأنت تريد الساعة أنها تذهل أهلها كان وجها. ولم أسمع أحدا قرأ به والمرضعة: الأم. والمرضع: التي معها صبي ترضعه. ولو قيل في الأم: مرضع لأن الرضاع لا يكون إلا من الإناث فيكون مثل قولك: طامث وحائض. ولو قيل في التي معها صبي: مرضعة كان صوابا.
وقوله: (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى) اجتمع الناس والقراء على
سكارى وما هم بسكارى
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17300أبو العباس قال حدثنا
محمد قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء قال حدثني
هشيم عن
مغيرة عن
إبراهيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود أنه قرأ (وترى الناس سكرى وما هم بسكرى) وهو وجه
[ ص: 215 ] جيد في العربية: (لأنه بمنزلة الهلكى والجرحى، وليس بمذهب النشوان والنشاوى. والعرب تذهب بفاعل وفعيل وفعل إذا كان صاحبه كالمريض أو الصريع أو الجريح فيجمعونه على الفعلى فجعلوا الفعلى علامة لجمع كل ذي زمانة وضرر وهلاك. ولا يبالون أكان واحده فاعلا أم فعيلا أم فعلان فاختير سكرى بطرح الألف من هول ذلك اليوم وفزعه. ولو قيل (سكرى) على أن الجمع يقع عليه التأنيث فيكون كالواحدة كان وجها، كما قال الله:
ولله الأسماء الحسنى والقرون الأولى) والناس. جماعة فجائز أن يقع ذلك عليهم. وقد قالت العرب: قد جاءتك الناس:
وأنشدني بعضهم:
أضحت بنو عامر غضبى أنوفهم أتى عفوت فلا عار ولا باس
فقال: غضبى للأنوف على ما فسرت لك.
وقد ذكر أن بعض القراء قرأ (وترى الناس)
وهو وجه جيد يريد: مثل قولك رئيت أنك قائم ورئيتك قائما فتجعل (سكارى)
في موضع نصب لأن (ترى) تحتاج إلى شيئين تنصبهما.
كما يحتاج الظن.