وقوله:
إن الذين آمنوا والذين هادوا إلى قوله
والذين أشركوا ثم قال
إن الله فجعل في خبرهم (إن) وفي أول الكلام (إن) وأنت لا تقول في الكلام: إن أخاك إنه ذاهب، فجاز ذلك لأن المعنى كالجزاء، أي من كان مؤمنا أو على شيء من هذه الأديان ففصل بينهم وحسابهم على الله. وربما قالت العرب: إن أخاك إن الدين عليه لكثير، فيجعلون (إن) في خبره إذا كان إنما يرفع باسم مضاف إلى نكرة كقول الشاعر:
إن الخليفة إن الله سربله سربال ملك به ترجى الخواتيم
ومن قال هذا لم يقل: إنك إنك قائم، ولا يقول: إن أباك إنه قائم لأن الاسمين قد اختلفا فحسن رفض الأول، وجعل الثاني كأنه هو المبتدأ فحسن للاختلاف وقبح للاتفاق
[ ص: 219 ] .