صفحة جزء
وقوله: والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه ترفع كلا بما عاد إليه من ذكره وهي الهاء في صلاته وتسبيحه وإن شئت جعلت العلم لكل، أي كل قد عاد صلاته وتسبيحه فإن شئت جعلت الهاء صلاة نفسه وتسبيحا. إن شئت: تسبيح الله وصلاته التي نصليها له وتسبيحها، وفي القول الأول: كل قد علم الله صلاته وتسبيحه. ولو أتت كلا قد علم بالنصب على قولك: علم الله صلاة كل وتسبيحه فتنصب لوقوع الفعل على راجع ذكرهم. أنشدني بعض العرب:


كلا قرعنا في الحروب صفاته ففررتم وأطلتم الخذلانا



ولا يجوز أن تقول: زيدا ضربته. وإنما جاز في كل لأنها لا تأتي إلا وقبلها كلام، كأنها متصلة به كما تقول: مررت بالقوم كلهم ورأيت القوم كلا يقول ذلك، فلما كانت نعتا مستقصى به كانت مسبوقة بأسمائها وليس ذلك لزيد ولا لعبد الله ونحوهما لأنها أسماء مبتدآت.

وقد قال بعض النحويين: زيدا ضربته، فنصبه بالفعل كما تنصبه إذا كان قبله كلام. ولا يجوز ذلك إلا أن تنوي التكرير، كأنه نوى أن يوقع بـ: يقع الضرب على زيد قبل أن يقع على الهاء، فلما تأخر الفعل أدخل الهاء على التكرير. ومثله مما يوضحه [ ص: 256 ] .

قولك: بزيد مررت به. ويدخل على من قال زيدا ضربته على كلمة أن يقول: زيدا مررت به وليس ذلك بشيء لأنه ليس قبله شيء يكون طرفا للفعل.

التالي السابق


الخدمات العلمية