صفحة جزء
وقوله: ربنا باعد بين أسفارنا قراءة العوام وتقرأ على الخبر (ربنا بعد بين أسفارنا) و (باعد) وتقرأ على الدعاء (ربنا بعد) وتقرأ (ربنا بعد بين أسفارنا) تكون [ ص: 360 ] (بين) في موضع رفع وهي منصوبة. فمن رفعها جعلها بمنزلة قوله لقد تقطع بينكم وقوله: ولقد صدق عليهم إبليس ظنه نصبت الظن بوقوع التصديق عليه. ومعناه أنه قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال الله: صدق عليهم ظنه لأنه إنما قاله بظن لا بعلم. وتقرأ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه نصبت الظن على قوله: ولقد صدق عليهم في ظنه. ولو قلت: ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ترفع إبليس والظن كان صوابا على التكرير: صدق عليهم ظنه، كما قال يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه يريد: عن قتال فيه، وكما قال ثم عموا وصموا كثير منهم ولو قرأ قارئ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه يريد:

صدقه ظنه عليهم كما تقول صدقك ظنك والظن يخطئ ويصيب.

التالي السابق


الخدمات العلمية