صفحة جزء
وقوله: جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ترفع (الأبواب) لأن المعنى: مفتحة لهم أبوابها.

والعرب تجعل الألف واللام خلفا من الإضافة فيقولون: مررت على رجل حسنة العين قبيح الأنف والمعنى: حسنة عينه قبيح أنفه. ومنه قوله فإن الجحيم هي المأوى فالمعنى- والله أعلم-:

مأواه. ومثله قول الشاعر:


ما ولدتكم حية بنة مالك سفاحا وما كانت أحاديث كاذب     ولكن نرى أقدامنا في نعالكم
وآنفنا بين اللحي والحواجب



ومعناه: ونرى آنفنا بين لحاكم وحواجبكم في الشبة . ولو قال: (مفتحة لهم الأبواب) على أن تجعل المفتحة في اللفظ للجنات وفي المعنى للأبواب، فيكون مثل قول الشاعر:


وما قومي بثعلبة بن سعد     ولا بفزارة الشعر الرقابا

[ ص: 409 ] والشعرى رقابا. ويروى: الشعر الرقابا.

وقال عدي:


من ولي أو أخي ثقة     والبعيد الشاحط الدارا



وكذلك تجعل معنى الأبواب في نصبها، كأنك أردت: مفتحة الأبواب ثم نونت فنصبت.

وقد ينشد بيت النابغة:


ونأخذ بعده بذناب دهر     أجب الظهر ليس له سنام



وأجب الظهر.

التالي السابق


الخدمات العلمية