صفحة جزء
وقوله: وعندهم قاصرات الطرف أتراب مرفوعة لأن قاصرات نكرة وإن كانت مضافة إلى معرفة ألا ترى أن الألف واللام يحسنان فيها كقول الشاعر:


من القاصرات الطرف لو دب محول من الذر فوق الإتب منها لأثرا



(الإتب: المئزر) فإذا حسنت الألف واللام في مثل هذا ثم ألقيتهما فالاسم نكرة. وربما شبهت العرب لفظه بالمعرفة لما أضيف إلى الألف واللام، فينصبون نعته إذا كان نكرة فيقولون:

هذا حسن الوجه قائما وذاهبا. ولو وضعت مكان الذاهب والقائم نكرة فيها مدح أو ذم آثرت الإتباع، فقلت: هذا حسن الوجه موسر، لأن اليسارة مدح. ومثله قول الشاعر:


ومن يشوه يوم فإن وراءه     تباعة صياد الرجال غشوم

[ ص: 410 ] قال الفراء: (ومن يشوه) أي يأخذ شواه وأطايبه. فخفض الغشوم لأنه مدح، ولو نصب لأن لفظه نكرة ولفظ الذي هو نعت له معرفة كان صوابا كما قالوا: هذا مثلك قائما، ومثلك جميلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية