صفحة جزء
وقوله: إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين إن شئت جعلت (أنما) في موضع رفع، [ ص: 412 ] كأنك قلت: ما يوحى إلي إلا الإنذار. وإن شئت جعلت المعنى: ما يوحى إلي إلا لأني نذير ونبي فإذا ألقيت اللام كان موضع (أنما) نصبا. ويكون في هذا الموضع: ما يوحى إلي إلا أنك نذير مبين لأن المعنى حكاية، كما تقول في الكلام: أخبروني أني مسيء وأخبروني أنك مسيء، وهو كقوله:


رجلان من ضبة أخبرانا إنا رأينا رجلا عريانا



والمعنى: أخبرانا أنهما رأيا، فجاز ذلك لأن أصله الحكاية.

وقوله: بيدي استكبرت اجتمع القراء على التثنية ولو قرأ قارئ (بيدي) يريد يدا على واحدة كان صدابا كقول الشاعر:


أيها المبتغي فناء قريش     بيد الله عمرها والفناء



والواحد من هذا يكفي من الاثنين، وكذلك العينان والرجلان واليدان تكتفي إحداهما من الأخرى لأن معناهما واحد.

التالي السابق


الخدمات العلمية