صفحة جزء
وقوله فصرهن إليك ضم الصاد العامة وكان أصحاب عبد الله يكسرون الصاد. وهما لغتان. فأما الضم فكثير، وأما الكسر ففي هذيل وسليم. وأنشدني الكسائي عن بعض بني سليم:


وفرع يصير الجيد وحف كأنه على الليت قنوان الكروم الدوالح



ويفسر معناه: قطعهن، ويقال: وجههن. ولم نجد قطعهن معروفة من هذين الوجهين، ولكني أرى -والله أعلم- أنها إن كانت من ذلك أنها من صريت تصري، قدمت ياؤها كما قالوا: عثت وعثيت، وقال الشاعر:


صرت نظرة لو صادفت جوز دارع     غدا والعواصي من دم الجوف تنعر



والعرب تقول: بات يصري في حوضه إذا استقى ثم قطع واستقى فلعله من ذلك.

وقال الشاعر:


يقولون إن الشأم يقتل أهله     فمن لي إن لم آته بخلود
تعرب آبائي فهلا صراهم     من الموت أن لم يذهبوا وجدودي



[ ص: 175 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية