صفحة جزء
وقوله: وحور عين

خفضها أصحاب عبد الله وهو وجه العربية، وإن كان أكثر القراء على الرفع لأنهم هابوا أن يجعلوا الحور العين يطاف بهن، فرفعوا على قولك: ولهم حور عين، أو عندهم حور عين. والخفض على أن تتبع آخر الكلام بأوله، وإن لم يحسن في آخره ما حسن في أوله، أنشدني بعض العرب:


إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا



فالعين لا تزجج إنما تكحل، فردها على الحواجب لأن المعنى يعرف، وأنشدني آخر:


ولقيت زوجك في الوغى     متقلدا سيفا ورمحا



والرمح لا يتقلد، فرده على السيف وقال آخر:


تسمع للأحشاء منه لغطا     ولليدين جسأة وبددا

[ ص: 124 ] وأنشدني بعض بني دبير:


علفتها تبنا وماء باردا     حتى شتت همالة عيناها



والماء لا يعتلف إنما يشرب، فجعله تابعا للتبن، وقد كان ينبغي لمن قرأ: وحور عين لأنهن- زعم- لا يطاف بهن أن يقول: وفاكهة ولحم طير لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما- ليس يطاف إلا بالخمر وحدها ففي ذلك بيان لأن الخفض وجه الكلام. وفي قراءة أبي بن كعب:

وحورا عينا أراد الفعل الذي تجده في مثل هذا من الكلام كقول الشاعر:


جئني بمثل بني بدر لقومهم     أو مثل أسرة منظور بن سيار



التالي السابق


الخدمات العلمية