صفحة جزء
وقوله: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم هذا لقول النصارى إنه ابنه؛ إذ لم يكن أب، فأنزل الله تبارك وتعالى علوا كبيرا: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم لا أب له ولا أم، فهو أعجب أمرا من عيسى ، ثم قال: خلقه لا أن قوله خلقه صلة لآدم إنما تكون الصلات للنكرات كقولك: رجل خلقه من تراب، وإنما فسر أمر آدم حين ضرب به المثل فقال خلقه على الانقطاع والتفسير، ومثله قوله: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار ، ثم قال يحمل أسفارا والأسفار: كتب العلم يحملها ولا يدري ما فيها. وإن شئت جعلت يحمل صلة للحمار، كأنك قلت: كمثل حمار يحمل أسفارا؛ لأن ما فيه الألف واللام قد يوصل فيقال : لا أمر إلا بالرجل يقول ذلك، كقولك بالذي يقول ذلك. ولا يجوز في زيد ولا عمرو أن يوصل كما يوصل الحرف فيه الألف واللام.

[ ص: 220 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية