وقوله :
استمع نفر من الجن
ذكر :
أن الشياطين لما رجمت وحرست منها السماء قال إبليس : هذا نبي قد حدث ، فبث جنوده في الآفاق ، وبعث تسعة منهم من اليمن إلى مكة ، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخلة قائما يصلي ويتلو القرآن ، فأعجبهم ورقوا له ، وأسلموا ، فكان من قولهم ما قد قصه الله في هذه السورة
[ ص: 191 ] .
وقد اجتمع القراء على كسر
إنا في قوله :
فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ، واختلفوا فيما بعد ذلك ، فقرؤوا : وإنا ، وأنا إلى آخر السورة ، وكسروا بعضا ، وفتحوا بعضا .
[حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17300أبو العباس قال : حدثنا
محمد قال ] : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء قال : فحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=18592الحسن بن عياش أخو
nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش ، وقيس عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
إبراهيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة بن قيس أنه قرأ ما في الجن ، والنجم :
(وأنا) ، بالفتح . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : وكان
يحيى وإبراهيم وأصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله كذلك يقرؤون . وفتح
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع المدني ، وكسر
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وأكثر أهل
المدينة إلا أنهم نصبوا :
وأن المساجد لله [حدثنا
محمد قال : ] حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء قال : وحدثني
حبان عن
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : أوحي إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- بعد اقتصاص أمر الجن : وأن المساجد لله فلا تدعوا .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16273 [عاصم بكسر ما كان ] من قول الجن ، ويفتح ما كان من الوحي . فأما الذين فتحوا كلها فإنهم ردوا " أن " في كل السورة على قوله : فآمنا به ، وآمنا بكل ذلك ، ففتحت " أن " لوقوع الإيمان عليها ، وأنت مع ذلك تجد الإيمان يحسن في بعض ما فتح ، ويقبح في بعض ، ولا يمنعك ذلك من إمضائهن على الفتح ، فإن الذي يقبح من ظهور الإيمان قد يحسن فيه فعل مضارع للإيمان يوجب فتح أن كما قالت العرب .
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
فنصب العيون باتباعها الحواجب ، وهي لا تزجج إنما تكحل ، فأضمر لها الكحل ،
[ ص: 192 ] وكذلك يضمر في الموضع الذي لا يحسن فيه آمنا ، ويحسن : صدقنا ، وألهمنا ، وشهدنا ، ويقوى النصب