وقوله عز وجل :
وجمع الشمس والقمر
[وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله ] وجمع بين الشمس والقمر يريد : في ذهاب ضوئها أيضا فلا ضوء لهذا ولا لهذه . فمعناه : جمع بينهما في ذهاب الضوء كما تقول : هذا يوم يستوي فيه الأعمى والبصير أي : يكونان فيه أعميين جميعا . [ويقال : جمعا ] كالثورين العقيرين في النار . وإنما قال : جمع ولم يقل : جمعت لهذا لأن المعنى : جمع بينهما فهذا وجه ، وإن شئت جعلتهما جميعا في مذهب ثورين . فكأنك قلت : جمع النوران ، جمع الضياءان ، وهو قول الكسائي : وقد كان قوم
[ ص: 210 ] يقولون : إنما ذكرنا فعل الشمس لأنها لا تنفرد بجمع حتى يشركها غيرها ، فلما شاركها مذكر كان القول فيهما جمعا ، ولم يجر جمعتا ، فقيل لهم : كيف تقولون الشمس جمع والقمر ؟
فقالوا : جمعت ، ورجعوا عن ذلك القول .