صفحة جزء
وقوله جل وعز : الذي خلقك فسواك فعدلك

قرأها الأعمش وعاصم : فعدلك مخففة . وقرأها أهل الحجاز : " فعدلك " مشددة . فمن قرأها بالتخفيف فوجهه والله أعلم : فصرفك إلى أي صورة شاء إما : حسن ، أو قبيح ، أو طويل ، أو قصير .

قال : [حدثنا الفراء قال ] : وحدثني بعض المشيخة عن ليث عن ابن أبي نجيح أنه قال :

في صورة عم في صورة أب ، في صورة بعض القرابات تشبيها .

ومن قرأ : " فعدلك " مشددة ، فإنه أراد- والله أعلم : جعلك معتدلا معدل الخلق ، وهو أعجب الوجهين إلي ، وأجودهما في العربية لأنك تقول : في أي صورة ما شاء ركبك ، فتجعل- في- للتركيب أقوى في العربية من أن يكون في للعدل لأنك تقول : عدلتك إلى كذا وكذا ، وصرفتك إلى كذا وكذا ، أجود من أن تقول : عدلتك فيه ، وصرفتك فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية