صفحة جزء
وقوله: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه

لم يذكر الفعل أحد من القراء كما قيل لن ينال الله لحومها ولا دماؤها وقوله لا يحل لك النساء من بعد وإنما سهل التذكير في هذين؛ لأن معهما جحدا، والمعنى فيه: لا يحل لك أحد من النساء، ولن ينال الله شيء من لحومها، فذهب بالتذكير إلى المعنى، والوجوه ليس ذلك فيها، ولو ذكر فعل الوجوه كما تقول: قام القوم لجاز ذلك.

وقوله: فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم يقال: (أما) لا بد لها من الفاء جوابا فأين هي؟ فيقال: إنها كانت مع قول مضمر، فلما سقط القول سقطت الفاء معه، والمعنى -والله أعلم- فأما الذين اسودت وجوههم فيقال: أكفرتم، [ ص: 229 ] فسقطت الفاء مع (فيقال) . والقول قد يضمر، ومنه في كتاب الله شيء كثير من ذلك قوله: ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا وقوله: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا وفي قراءة عبد الله "ويقولان ربنا".

التالي السابق


الخدمات العلمية