صفحة جزء
وقوله عز وجل : كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين

يقول القائل : كيف جمعت (عليون) بالنون ، وهذا من جمع الرجال فإن العرب إذا جمعت جمعا لا يذهبون فيه إلى أن له بناء من واحد واثنين ، فقالوه في المؤنث ، والمذكر بالنون ، فمن ذلك هذا ، وهو شيء فوق شيء غير معروف واحده ولا أثناه .

وسمعت بعض العرب يقول : أطعمنا مرقة مرقين يريد : اللحم إذا طبخت بمرق .

قال ، [وقال الفراء مرة أخرى : طبخت بماء ] واحد . قال الشاعر :


قد رويت إلا الدهيدهينا قليصات وأبيكرينا



فجمع بالنون لأنه أراد : العدد الذي لا يحد ، وكذلك قول الشاعر :


فأصبحت المذاهب قد أذاعت     بها الإعصار بعد الوابلينا



أراد : المطر بعد المطر غير محدود . ونرى أن قول العرب :

عشرون ، وثلاثون إذ جعل للنساء وللرجال من العدد الذي يشبه هذا النوع ، وكذلك عليون : ارتفاع بعد ارتفاع وكأنه لا غاية له .

التالي السابق


الخدمات العلمية