صفحة جزء
وقوله: إذ تصعدون ولا تلوون على أحد

الإصعاد في ابتداء الأسفار والمخارج. تقول: أصعدنا من مكة ومن بغداد إلى خراسان، وشبيه ذلك. فإذا صعدت على السلم أو الدرجة ونحوهما قلت:

صعدت، ولم تقل أصعدت. وقرأ الحسن البصري: " إذ تصعدون ولا تلوون" جعل الصعود في الجبل كالصعود في السلم.

وقوله: والرسول يدعوكم في أخراكم ومن العرب من يقول: أخراتكم، ولا يجوز في القرآن لزيادة التاء فيها على كتاب المصاحف وقال الشاعر:


ويتقي السيف بأخراته من دون كف الجار والمعصم



وقوله: فأثابكم غما بغم الإثابة هاهنا [في] معنى عقاب، ولكنه كما قال الشاعر:


أخاف زيادا أن يكون عطاؤه     أداهم سودا أو محدرجة سمرا



وقد يقول الرجل الذي قد اجترم إليك: لئن أتيتني لأثيبنك ثوابك، معناه: لأعاقبنك، وربما أنكره من لا يعرف مذاهب العربية. وقد قال الله تبارك وتعالى:

فبشرهم بعذاب أليم والبشارة إنما تكون في الخير، فقد قيل ذاك في الشر [ ص: 240 ] .

ومعنى قوله غما بغم ما أصابهم يوم أحد من الهزيمة والقتل، ثم أشرف عليهم خالد بن الوليد بخيله فخافوه، وغمهم ذلك.

وقوله: ولا ما أصابكم ما) في موضع خفض على " ما فاتكم" أي ولا على ما أصابكم.

التالي السابق


الخدمات العلمية