صفحة جزء
وقوله: الذين قال لهم الناس

و (الناس) في هذا الموضع واحد، وهو نعيم بن مسعود الأشجعي. بعثه أبو سفيان وأصحابه فقالوا: شبط محمدا - صلى الله عليه وسلم- أو خوفه حتى لا يلقانا ببدر الصغرى، وكانت ميعادا بينهم يوم أحد. فأتاهم نعيم فقال: قد أتوكم في بلدتكم فصنعوا بكم ما صنعوا، فكيف بكم إذا وردتم عليهم في بلدتهم وهم أكثر وأنتم أقل؟

فأنزل الله تبارك وتعالى:

[ ص: 248 ] إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه

يقول: يخوفكم بأوليائه فلا تخافوهم ومثل ذلك قوله: لينذر يوم التلاق معناه: لينذركم يوم التلاق. وقوله: لينذر بأسا شديدا المعنى: لينذركم بأسا شديدا؛ البأس لا ينذر، وإنما ينذر به.

التالي السابق


الخدمات العلمية