صفحة جزء
ومن سورة النساء

وقوله تبارك وتعالى: الذي خلقكم من نفس واحدة

قال (واحدة) لأن النفس مؤنثة، فقال: واحدة لتأنيث النفس، وهو [يعني] آدم، ولو كانت (من نفس واحد) لكان صوابا، يذهب إلى تذكير الرجل .

وقوله: وبث منهما العرب تقول: بث الله الخلق: أي نشرهم. وقال في موضع آخر: كالفراش المبثوث ومن العرب من يقول: أبث الله الخلق.

ويقولون: بثثتك ما في نفسي، وأبثثتك.

وقوله: الذي تساءلون به والأرحام فنصب الأرحام يريد واتقوا الأرحام أن تقطعوها. قال: حدثنا الفراء قال: حدثني شريك بن عبد الله عن الأعمش عن إبراهيم أنه خفض الأرحام، قال: هو كقولهم: بالله والرحم وفيه قبح لأن العرب لا ترد مخفوضا على مخفوض وقد كني عنه، وقد قال الشاعر في جوازه :

[ ص: 253 ]

نعلق في مثل السواري سيوفنا وما بينها والكعب غوط نفانف



وإنما يجوز هذا في الشعر لضيقه.

وقرأ بعضهم تسائلون به يريد: تتساءلون به، فأدغم التاء عند السين.

التالي السابق


الخدمات العلمية