وقوله:
وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك
وذلك أن
اليهود لما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة قالوا: ما رأينا رجلا أعظم شؤما من هذا نقصت ثمارنا وغلت أسعارنا. فقال الله تبارك وتعالى:
إن أمطروا وأخصبوا قالوا : هذه من عند الله، وإن غلت أسعارهم قالوا: هذا من قبل
محمد (صلى الله عليه وسلم) .
يقول الله تبارك وتعالى:
قل كل من عند الله
وقوله: فمال هؤلاء القوم (فمال) كثرت في الكلام، حتى توهموا أن اللام متصلة ب (ما) وأنها حرف في بعضه. ولاتصال القراءة لا يجوز الوقف على اللام لأنها لام خافضة.
وقوله:
طاعة الرفع على قولك: منا طاعة، أو أمرك طاعة. وكذلك
قل لا تقسموا طاعة معروفة
معناه- والله أعلم-: قولوا: سمع وطاعة. وكذلك التي في سورة
محمد صلى الله عليه وسلم
فأولى لهم طاعة وقول معروف ليست بمرتفعة ب (لهم) . هي مرتفعة على الوجه الذي ذكرت لك. وذلك أنهم أنزل عليهم الأمر بالقتال فقالوا:
سمع وطاعة، فإذا فارقوا
محمدا صلى الله عليه وسلم غيروا قولهم. فقال الله تبارك وتعالى
فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم وقد يقول بعض النحويين: وذكر فيها القتال،
[ ص: 279 ] وذكرت (طاعة) وليست فيها واو فيجوز هذا الوجه. ولو رددت الطاعة وجعلت كأنها تفسير للقتال جاز رفعها ونصبها أما النصب فعلى: ذكر فيها القتال بالطاعة أو على الطاعة. والرفع على: ذكر فيها القتال ذكر فيها طاعة.
وقوله:
بيت طائفة القراءة أن تنصب التاء، لأنها على جهة فعل.
وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله: " بيت مبيت منهم" غير الذي تقول. ومعناه: غيروا ما قالوا وخالفوا. وقد جزمها
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة وقرأها بيت طائفة. جزمها لكثرة الحركات، فلما سكنت التاء اندغمت في الطاء.