وقوله:
فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم [ ص: 316 ] فقد يكون رفع الكثير من جهتين إحداهما أن تكر الفعل عليها تريد: عمي وصم كثير منهم، وإن شئت جعلت عموا وصموا فعلا للكثير كما قال الشاعر:
يلومونني في اشترائي النخي ل أهلي فكلهم ألوم
وهذا لمن قال: قاموا قومك. وإن شئت جعلت الكثير مصدرا فقلت أي ذلك كثير منهم ، وهذا وجه ثالث. ولو نصبت على هذا المعنى كان صوابا. ومثله قول الشاعر .
وسود ماء المرد فاها فلونه كلون النؤور وهي أدماء سارها
ومثله قول الله تبارك وتعالى:
وأسروا النجوى الذين ظلموا إن شئت جعلت
وأسروا فعلا لقوله
لاهية قلوبهم وأسروا النجوى ثم تستأنف (الذين)
[ ص: 317 ] بالرفع. وإن شئت جعلتها خفضا (إن شئت) على نعت الناس في قوله
اقترب للناس حسابهم وإن شئت كانت رفعا كما يجوز (ذهبوا قومك) .