وقوله:
وكم من قرية أهلكناها فجاءها يقال: إنما أتاها البأس من قبل الإهلاك، فكيف تقدم الهلاك؟ قلت:
لأن الهلاك والبأس يقعان معا كما تقول: أعطيتني فأحسنت، فلم يكن الإحسان بعد الإعطاء ولا قبله: إنما وقعا معا، فاستجيز ذلك. وإن شئت كان المعنى:
وكم من قرية أهلكناها فكان مجيء البأس قبل الإهلاك، فأضمرت كان.
وإنما جاز ذلك على شبيه بهذا المعنى، ولا يكون في الشروط التي خلفتها بمقدم معروف أن يقدم المؤخر أو يؤخر المقدم مثل قولك: ضربته فبكى، وأعطيته
[ ص: 372 ] فاستغنى، إلا أن تدع الحروف في مواضعها. وقوله:
أهلكناها فجاءها قد يكونان خبرا بالواو: أهلكناها وجاءها البأس بياتا.