وقوله:
قال ما منعك ألا تسجد المعنى- والله أعلم- ما منعك أن تسجد و (أن) في هذا الموضع تصحبها لا، وتكون (لا) صلة. كذلك تفعل بما كان في أوله جحد. وربما أعادوا على خبره جحدا للاستيثاق من الجحد والتوكيد له كما قالوا:
ما إن رأينا مثلهن لمعشر سود الرءوس فوالج وفيول
و (ما) جحد و (إن) جحد فجمعتا للتوكيد. ومثله:
وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ومثله:
وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ومثله:
لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون إلا أن معنى الجحد الساقط في لئلا من أولها لا من آخرها المعنى: ليعلم أهل الكتاب ألا يقدرون. وقوله: ما منعك (ما) في موضع رفع. ولو وضع لمثلها من الكلام جواب مصحح كان رفعا، وقلت:
منعني منك أنك بخيل. وهو مما ذكر جوابه على غير بناء أوله، فقال: (أنا خير منه) ولم يقل: منعني من السجود أني خير منه كما تقول في الكلام: كيف بت البارحة؟ فيقول: صالح، فيرفع أو تقول: أنا بخير، فتستدل به على معنى الجواب، ولو صحح الجواب لقال صالحا، أي بت صالحا
[ ص: 375 ] .