وقوله:
إن رحمت الله قريب من المحسنين ذكرت قريبا لأنه ليس بقرابة في النسب. قال: ورأيت العرب تؤنث القريبة في النسب لا يختلفون فيها، فإذا قالوا: دارك منا قريب، أو فلانة منك قريب
[ ص: 381 ] في القرب والبعد ذكروا وأنثوا. وذلك أن القريب في المعنى وإن كان مرفوعا فكأنه في تأويل: هي من مكان قريب. فجعل القريب خلفا من المكان كما قال الله تبارك وتعالى:
وما هي من الظالمين ببعيد وقال:
وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ولو أنث ذلك فبنى على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صوابا حسنا. وقال
عروة : عشية لا عفراء منك قريبة فتدنو ولا عفراء منك بعيد
ومن قال بالرفع وذكر لم يجمع قريبا [ولم] يثنه. ومن قال: إن عفراء منك قريبة أو بعيدة ثنى وجمع.