وقوله:
يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون فقوله:
يريد أن يخرجكم من أرضكم من الملإ فماذا تأمرون من كلام
فرعون. جاز ذلك على كلامهم إياه، كأنه لم يحك وهو حكاية. فلو صرحت بالحكاية لقلت: يريد أن يخرجكم من أرضكم، فقال: فماذا تأمرون. ويحتمل القياس أن تقول على هذا المذهب: قلت لجاريتك قومي فإني قائمة (تريد : فقالت:
إني قائمة) وقلما أتى مثله في شعر أو غيره، قال
عنترة: الشاتمي عرضي ولم أشتمهما والناذرين إذا لقيتهما دمي
فهذا شبيه بذلك لأنه حكاية وقد صار كالمتصل على غير حكاية ألا ترى أنه أراد: الناذرين إذا لقينا
عنترة لنقتلنه ، فقال: إذا لقيتهما، فأخبر عن نفسه، وإنما ذكراه غائبا. ومعنى لقيتهما: لقياني
[ ص: 388 ] .