وقوله:
أعجلتم أمر ربكم تقول: عجلت الشيء: سبقته، وأعجلته استحثثته
[ ص: 394 ] .
وقوله:
وألقى الألواح ذكر أنهما كانا لوحين. وجاز أن يقال الألواح للاثنين كما قال فإن كان له إخوة وهما أخوان وكما قال
إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وهما قلبان.
وقوله تبارك وتعالى:
قال ابن أم يقرأ (ابن أم، وأم) بالنصب والخفض ، وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت العرب منه الياء. ولا يكادون يحذفون الياء إلا من الاسم المنادى يضيفه المنادي إلى نفسه، إلا قولهم: يا ابن عم ويا ابن أم. وذلك أنه يكثر استعمالهما في كلامهم. فإذا جاء ما لا يستعمل أثبتوا الياء فقالوا: يا ابن أبي، ويا ابن أخي، ويا ابن خالتي، فأثبتوا الياء. ولذلك قالوا: يا ابن أم، ويا ابن عم فنصبوا كما تنصب المفرد في بعض الحالات، فيقال: حسرتا، ويا ويلتا، فكأنهم قالوا: يا أماه، ويا عماه. ولم يقولوا ذلك في أخ، ولو قيل كان صوابا. وكان
هارون أخاه لأبيه وأمه. وإنما قال له (يا ابن أم) ليستعطفه عليه.
وقوله:
فلا تشمت بي الأعداء من أشمت، حدثنا
محمد قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء قال حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن رجل- أظنه
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج - عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أنه قرأ (فلا تشمت بي) ولم يسمعها من العرب، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : ما أدري لعلهم أرادوا (فلا تشمت بي الأعداء) فإن تكن صحيحة فلها نظائر، العرب تقول فرغت: وفرغت. فمن قال فرغت قال: أنا أفرغ، ومن قال فرغت قال أنا أفرغ، وركنت وركنت وشملهم شر، وشملهم، في كثير من الكلام. و (الأعداء) رفع لأن الفعل لهم، لمن قال: تشمت أو تشمت
[ ص: 395 ] .