وقوله:
وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها فتنصب مشارق ومغارب تريد: في مشارق الأرض وفي مغاربها، وتوقع (وأورثنا) على قوله
التي باركنا فيها ولو جعلت (وأورثنا) واقعة على المشارق والمغارب لأنهم قد أورثوها وتجعل (التي) من نعت المشارق والمغارب فيكون نصبا ، وإن شئت جعلت (التي) نعتا للأرض فيكون خفضا.
وقوله:
وما ظلمونا يقول: وما نقصونا شيئا بما فعلوا، ولكن نقصوا أنفسهم.
والعرب تقول: ظلمت سقاءك إذا سقيته قبل أن يمخض ويخرج زبده. ويقال ظلم الوادي إذا بلغ الماء منه موضعا لم يكن ناله فيما خلا أنشدني بعضهم:
يكاد يطلع ظلما ثم يمنعه عن الشواهق فالوادي به شرق
ويقال: إنه لأظلم من حية لأنها تأتي الجحر ولم تحفره فتسكنه. ويقولون:
ما ظلمك أن تفعل، يريدون: ما منعك أن تفعل، والأرض المظلومة: التي لم ينلها
[ ص: 398 ] المطر، وقال
أبو الجراح: ما ظلمك أن تفيء، لرجل شكا كثرة الأكل. ويقال صعق الرجل وصعق إذا أخذته الصاعقة، وسعد وسعد ورهصت الدابة ورهصت .