صفحة جزء
وقوله: إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ثم قال: أولئك بعضهم أولياء بعض في المواريث، كانوا يتوارثون دون قراباتهم ممن لم يهاجر.

وذلك قوله والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم يريد: من مواريثهم.

وكسر الواو في الولاية أعجب إلي من فتحها لأنها إنما تفتح أكثر من ذلك إذا كانت [ ص: 419 ] في معنى النصرة، وكان الكسائي يفتحها ويذهب بها إلى النصرة، ولا أراه علم التفسير. ويختارون في وليه ولاية الكسر، وقد سمعناهما بالفتح والكسر في معناهما جميعا، وقال الشاعر:


دعيهم فهم ألب علي ولاية وحفرهم أن يعلموا ذاك دائب



ثم نزلت بعد:

والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض فتوارثوا، ونسخت هذه الآخرة الآية التي قبلها. وذلك أن قوله: إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير : إلا تتوارثوا على القرابات تكن فتنة. وذكر أنه في النصر: إلا تتناصروا تكن فتنة [ ص: 420 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية