صفحة جزء
وقوله: كيف يكون للمشركين عهد عند الله على التعجب كما تقول: كيف يستبقى مثلك أي لا ينبغي أن يستبقى. وهو في قراءة عبد الله (كيف يكون للمشركين عهد عند الله ولا ذمة) فجاز دخول (لا) مع الواو لأن معنى أول الكلمة جحد، وإذا استفهمت بشيء من حروف الاستفهام فلك أن تدعه استفهاما، ولك أن تنوي به الجحد. من ذلك قولك: هل أنت إلا كواحد منا؟! ومعناه: ما أنت إلا واحد منا، وكذلك تقول: هل أنت بذاهب؟ فتدخل الباء كما تقول: ما أنت بذاهب. وقال الشاعر:


يقول إذا اقلولى عليها وأقردت ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم



وقال الشاعر:


فاذهب فأي فتى في الناس أحرزه     من يومه ظلم دعج ولا جبل

[ ص: 424 ] فقال: ولا جبل، للجحد وأوله استفهام ونيته الجحد معناه ليس يحرزه من يومه شيء. وزعم الكسائي أنه سمع العرب تقول: أين كنت لتنجو مني، فهذه اللام إنما تدخل ل (ما) التي يراد بها الجحد كقوله: ما كانوا ليؤمنوا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

التالي السابق


الخدمات العلمية