صفحة جزء
وقوله: الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ثم قال: أعظم درجة عند الله فموضع الذين رفع بقوله: أعظم درجة ولو لم يكن فيه (أعظم) جاز أن يكون مردودا بالخفض على قوله (كمن آمن) . والعرب ترد الاسم إذا كان معرفة على (من) يريدون التكرير . ولا يكون نعتا لأن (من) قد تكون معرفة، ونكرة، ومجهولة، ولا تكون نعتا كما أن (الذي) قد يكون نعتا [ ص: 428 ] للأسماء فتقول: مررت بأخيك الذي قام، ولا تقول: مررت بأخيك من قام.

فلما لم تكن نعتا لغيرها من المعرفة لم تكن المعرفة نعتا لها كقول الشاعر :


لسنا كمن جعلت إياد دارها تكريت تنظر حبها أن تحصدا



إنما أراد تكرير الكاف على إياد كأنه قال: لسنا كإياد.

التالي السابق


الخدمات العلمية