وقوله:
وجعل كلمة الذين كفروا السفلى فأوقع (جعل) على الكلمة، ثم قال:
وكلمة الله هي العليا على الاستئناف، ولم ترد بالفعل. وكلمة الذين كفروا الشرك بالله، وكلمة الله قول (لا إله إلا الله) .
ويجوز (وكلمة الله هي العليا) ولست أستحب ذلك لظهور الله تبارك وتعالى لأنه لو نصبها- والفعل فعله- كان أجود الكلام أن يقال: " وكلمته هي العليا" ألا ترى أنك تقول: قد أعتق أبوك غلامه، ولا يكادون يقولون: أعتق أبوك غلام أبيك. وقال الشاعر في إجازة ذلك:
متى تأت زيدا قاعدا عند حوضه لتهدم ظلما حوض زيد تقارع
فذكر زيدا مرتين ولم يكن عنه في الثانية، والكناية وجه الكلام
[ ص: 439 ] .