وقوله:
ولأوضعوا خلالكم الإيضاع: السير بين القوم وكتبت بلام ألف وألف بعد ذلك، ولم يكتب في القرآن لها نظير. وذلك أنهم لا يكادون يستمرون في الكتاب على جهة واحدة ألا ترى أنهم كتبوا
فما تغن النذر بغير ياء،
وما تغني الآيات والنذر بالياء، وهو من سوء هجاء الأولين. ولا أوضعوا مجتمع عليه في المصاحف.
وأما قوله: (أو لا أذبحنه) فقد كتبت بالألف وبغير الألف. وقد كان ينبغي للألف أن تحذف من كله لأنها لام زيدت على ألف كقوله: لأخوك خير من أبيك ألا ترى أنه لا ينبغي أن تكتب بألف بعد لام ألف. وأما قوله
[ ص: 440 ] لا انفصام لها فتكتب بالألف لأن (لا) في (انفصام) تبرئة، والألف من (انفصام) خفيفة. والعرب تقول: أوضع الراكب ووضعت الناقة في سيرها.
وربما قالوا للراكب وضع قال الشاعر:
إني إذا ما كان يوم ذو فزع ألفيتني محتملا بذي أضع
وقوله: (يبغونكم الفتنة) المعنى: يبغونها لكم. ولو أعانوهم على بغائها لقلت:
أبغيتك الفتنة. وهو مثل قولك: أحلبني واحلبني.