وقوله: 
إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا رفعت المرجع ب (إليه) ، ونصبت قوله 
وعد الله حقا بخروجه منهما . 
ولو كان رفعا كما تقول: الحق عليك واجب وواجبا كان صوابا. ولو استؤنف (وعد الله حق) كان صوابا. 
إنه يبدأ الخلق مكسورة لأنها مستأنفة. وقد فتحها بعض القراء . ونرى أنه جعلها اسما للحق وجعل (وعد الله) متصلا بقوله 
إليه مرجعكم ثم قال: 
(حقا أنه يبدؤا الخلق) ف (أنه) في موضع رفع كما قال الشاعر: 
أحقا عباد الله أن لست لاقيا بثينة أو يلقى الثريا رقيبها 
وقال الآخر: 
أحقا عباد الله جرأة محلق     علي وقد أعييت عادا وتبعا 
 [ ص: 458 ] وقوله: 
جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل ولم يقل: وقدرهما. فإن شئت جعلت تقدير المنازل للقمر خاصة لأن به تعلم الشهور. وإن شئت جعلت التقدير لهما جميعا، فاكتفى بذكر أحدهما من صاحبه كما قال الشاعر: 
رماني بأمر كنت منه ووالدي     بريئا ومن جول الطوي رماني 
وهو مثل قوله 
والله ورسوله أحق أن يرضوه ولم يقل: أن يرضوهما.