صفحة جزء
وقوله: ولنعم دار المتقين جنات عدن

ترفع الجنات لأنه اسم لنعم كما تقول: نعم الدار دار تنزلها. وإن شئت جعلت ولنعم دار المتقين مكتفيا بما قبله، ثم تستأنف الجنات فيكون رفعها على الاستئناف. وإن شئت رفعتها بما عاد من ذكرها في يدخلونها .

وقوله: إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل قرأها أصحاب عبد الله (يهدي) يريدون: يهتدي من يضل. والعرب تقول للرجل: قد هدى الرجل يريدون: اهتدى.

ومثله أمن لا يهدي إلا أن يهدى ، حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال حدثني الحسن بن عياش أخو أبي بكر بن عياش وقيس بن الربيع وغيرهما عن الأعمش عن الشعبي عن علقمة أنه قرأ (لا يهدي من يضل) كذلك.

وقرأها أهل الحجاز (لا يهدى من يضل) وهو وجه جيد لأنها في قراءة أبي (لا هادي لمن أضل الله) ومن في الوجهين جميعا في موضع رفع ومن قال (يهدى) كانت رفعا إذ لم يسم فاعلها، ومن قال (لا يهدي) يريد: يهتدي يكون الفعل لمن [ ص: 100 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية