وقوله:
وما بكم من نعمة فمن الله (ما) في معنى جزاء ولها فعل مضمر، كأنك قلت: ما يكن بكم من نعمة فمن الله لأن الجزاء لا بد له من فعل مجزوم، إن ظهر فهو جزم وإن لم يظهر فهو مضمر كما قال الشاعر:
[ ص: 105 ] إن العقل في أموالنا لا نضق به ذراعا وإن صبرا فنعرف للصبر
أراد: إن يكن فأضمرها. ولو جعلت (ما بكم) في معنى (الذي) جاز، وجعلت صلته (بكم) ، و (ما) حينئذ في موضع رفع بقوله (فمن الله) وأدخل الفاء كما قال تبارك وتعالى
قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم وكل اسم وصل، مثل من وما والذي فقد يجوز دخول الفاء في خبره لأنه مضارع للجزاء ، والجزاء قد يجاب بالفاء. ولا يجوز أخوك فهو قائم لأنه اسم غير موصول ، وكذلك مالك لي. فإن قلت: ما لك جاز أن تقول: فهو لي. وإن ألقيت الفاء فصواب.
وما ورد عليك فقسه على هذا. وكذلك النكرة الموصولة. تقول: رجل يقول الحق فهو أحب إلي من قائل الباطل. وإلقاء الفاء أجود في كله من دخولها.
والجؤار: الصوت الشديد. والثور يقال له: قد جأر يجأر جؤارا إذا ارتفع صوته من جوع أو غيره بالجيم. وكذلك
فإليه تجأرون